فصل: (سورة مريم: الآيات 93- 98).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



. [سورة مريم: الآيات 87- 92].

{لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدًا (87) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَدًا (91) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)}.
{لا} نافية {يَمْلِكُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مستأنفة {الشَّفاعَةَ} مفعول به {إِلَّا} أداة استثناء {مَنِ} اسم موصول في محل نصب على الاستثناء {اتَّخَذَ} ماض فاعله مستتر والجملة صلة {عِنْدَ} ظرف مكان متعلق باتخذ {الرَّحْمنِ} مضاف إليه {عَهْدًا} مفعول به {وَقالُوا} الواو استئنافية وماض وفاعله والجملة مستأنفة {اتَّخَذَ الرَّحْمنُ} ماض وفاعله والجملة مقول القول: {وَلَدًا} مفعول به {لَقَدْ} اللام للقسم وقد حرف تحقيق {جِئْتُمْ} ماض وفاعله والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب قسم {شَيْئًا} مفعول به {إِدًّا} صفة لشيئا {تَكادُ} مضارع ناقص {السَّماواتُ} اسمها {يَتَفَطَّرْنَ} مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والجملة خبر تكاد {مِنْهُ} متعلقان بيتفطرن {وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ} الواو عاطفة ومضارع وفاعله والجملة معطوفة {وَتَخِرُّ الْجِبالُ} مضارع وفاعل {هَدًّا} حال {أَنْ} مصدرية {دَعَوْا} ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وفتح ما قبلها للدلالة عليها {لِلرَّحْمنِ} متعلقان بدعوا {وَلَدًا} مفعول به {وَما يَنْبَغِي} الواو استئنافية وما نافية ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل {لِلرَّحْمنِ} متعلقان بينبغي والجملة استئنافية {أَنْ} حرف ناصب {يَتَّخِذَ} مضارع منصوب بأن وفاعله مستتر والجملة في تأويل المصدر في محل رفع فاعل ينبغي {وَلَدًا} مفعول به.

. [سورة مريم: الآيات 93- 98].

{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْدًا (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (96) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)}.
{إِنْ} حرف نفي لا عمل له {كُلُّ} مبتدأ {مَنْ} موصولية في محل جر مضاف إليه {فِي السَّماواتِ} متعلقان بمحذوف صلة {وَالْأَرْضِ} معطوف على السموات {إِلَّا} أداة حصر {آتِي} خبر كل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر ابتدائية {الرَّحْمنِ} مضاف إليه {عَبْدًا} حال {لَقَدْ} اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق {أَحْصاهُمْ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم {وَعَدَّهُمْ} معطوف على أحصاهم وإعرابه مثله {عَدًّا} مفعول مطلق {وَكُلُّهُمْ} الواو عاطفة وكل مبتدأ والهاء مضاف إليه {آتِيهِ} خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة {يَوْمَ} ظرف زمان متعلق بآتيه {الْقِيامَةِ} مضاف إليه {فَرْدًا} حال {إِنَّ} حرف مشبه بالفعل {الَّذِينَ} اسم موصول اسم إن والجملة مستأنفة {آمَنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {وَعَمِلُوا} معطوف على آمنوا {الصَّالِحاتِ} مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم {سَيَجْعَلُ} السين للاستقبال ومضارع مرفوع {لَهُمُ} متعلقان بسيجعل {الرَّحْمنُ} فاعل {وُدًّا} مفعول به والجملة خبر إن {فَإِنَّما} الفاء استئنافية وإنما كافة ومكفوفة {يَسَّرْناهُ} مضارع وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة {بِلِسانِكَ} متعلقان بيسرناه {لِتُبَشِّرَ} اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل {بِهِ} متعلقان بتبشر {الْمُتَّقِينَ} مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم {وَتُنْذِرَ} معطوف على تبشر منصوب مثله وفاعله مستتر {بِهِ} متعلقان بتبشر {قَوْمًا} مفعول به {لُدًّا} صفة لقوما. {وَكَمْ} الواو استئنافية وكم خبرية في محل نصب مفعول به مقدم لأهلكنا {أَهْلَكْنا} ماض وفاعله والجملة مستأنفة {قَبْلَهُمْ} ظرف زمان متعلق بأهلكنا والهاء مضاف إليه {مِنْ} حرف جر {قَرْنٍ} اسم مجرور تمييز كم. {هَلْ} حرف استفهام {تُحِسُّ} مضارع فاعله مستتر {مِنْهُمْ} متعلقان بحال محذوفة {مِنْ} حرف جر زائد {أَحَدٍ} اسم مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به {أَوْ} حرف عطف {تَسْمَعُ} مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة {لَهُمْ} متعلقان بتسمع {رِكْزًا} مفعول به. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة مريم ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا:
757- الحَدِيث الأول:
سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن السّري فَقَالَ: «هُوَ الْجَدْوَل».
قلت رُوِيَ من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث ابْن عمر فَحَدِيث الْبَراء بن عَازِب رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث مُعَاوِيَة ابْن يَحْيَى الصَّدَفِي عَن أبي سِنَان سعيد بن سِنَان الشَّيْبَانِيّ عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء ابْن عَازِب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله تعالى: {قد جعل رَبك تَحْتك سريا} قَالَ: «السّري النَّهر» انْتَهَى. قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يرفعهُ عَن أبي إِسْحَاق إِلَّا أَبُو سِنَان انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِمُعَاوِيَة بن يَحْيَى وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ. وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مَوْقُوفا عَلَى الْبَراء رَوَاهُ عَن شُعْبَة عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء فِي قوله تعالى: {قد جعل رَبك تَحْتك سريا} قَالَ هُوَ الْجَدْوَل النَّهر الصَّغِير انْتَهَى. وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ. وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق تَعْلِيقا وَلَفظه قَالَ وَكِيع عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء سريا قَالَ هُوَ النَّهر الصَّغِير بالسُّرْيَانيَّة انْتَهَى. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره رَوَاهُ مَوْقُوفا أخبرنَا الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب فِي قوله تعالى: {قد جعل رَبك تَحْتك سريا} قَالَ السّري الْجَدْوَل يَعْنِي النَّهر الصَّغِير انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث آدم بن أبي إِيَاس عَن إِسْرَائِيل مَوْقُوفا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره.
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو شُعَيْب عبد الله ابْن الْحسن الْحَرَّانِي حَدثنَا يَحْيَى بن عبد الله الْبَابلُتِّي حَدثنَا أَيُّوب بن نهيك قَالَ سَمِعت عِكْرِمَة مولَى ابْن عَبَّاس يَقُول سَمِعت ابْن عمر يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «إِن السّري الَّذِي قَالَ الله عزّ وجلّ لِمَرْيَم قد جعل رَبك تَحْتك سريا نهر أخرجه الله لتشرب مِنْهُ» انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عِكْرِمَة حَدثنَا أَحْمد بن يَعْقُوب حَدثنَا أَبُو شُعَيْب بِهِ سندا ومتنا وَهُوَ حَدِيث غَرِيب وَأَيوب بن نهيك هَذَا هُوَ الْحلَبِي قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُنكر الحَدِيث.
785- الحَدِيث الثَّانِي:
«وَنَهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن صَوْم الصمت».
قلت رُوِيَ من حَدِيث عَلّي وَجَابِر.
فَحَدِيث عَلّي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْوَصَايَا من حَدِيث يَحْيَى ابْن مُحَمَّد الْجَارِي حَدثنِي عبد الله بن خَالِد بن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن أَبِيه عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن رُقَيْش أَنه سمع شُيُوخًا من بني عَمْرو بن عَوْف وَمن خَاله عبد الله بن أبي أَحْمد قَالَ قَالَ عَلّي حفظت عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ لَا يتم بعد احْتِلَام وَلَا صمَات يَوْم إِلَى اللَّيْل» انْتَهَى. وَيَحْيَى بن مُحَمَّد الْجَارِي مُتَكَلم فِيهِ وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضُعَفَائِهِ وَقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ يَحْيَى الْجَارِي وَتكلم عَلَيْهِ ابْن الْقطَّان فِي كِتَابه وَتقدم ذَلِك فِي سُورَة النِّسَاء وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الرَّضَاع أخبرنَا معمر عَن حرَام بن عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد ابْني جَابر عَن أَبِيهِمَا جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل وَلَا مُوَاصلَة فِي الصّيام وَلَا يتم بعد حلم وَلَا رضَاع بعد الْفِطَام» مُخْتَصر وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي سُورَة النِّسَاء.
759- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: {يَا أُخْت هَارُون} قال: «إِنَّمَا عنوا هَارُون النَّبِي».
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد بل ورد خِلَافه فروَى مُسلم فِي آخر اللبَاس عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن سماك عَن عَلْقَمَة بن وَائِل عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَان فَقَالُوا لي أَرَأَيْتُم شَيْئا تَقْرَءُونَهُ يَا أُخْت هَارُون وَبَين مُوسَى وَعِيسَى مَا شَاءَ الله من السنين فَلم أدر مَا أُجِيبهُم حَتَّى أخْبرت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «فَهَلا أَخْبَرتهم أَنهم كَانُوا يسمون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلهم» انْتَهَى. وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ابْن إِدْرِيس انْتَهَى. وَعَزاهُ فِي جَامع الْأُصُول لمُسلم فَلْينْظر وَكَذَلِكَ الواحدي فِي الْوَسِيط.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي يَعْقُوب حَدثنَا ابْن علية عَن سعيد ابْن أبي صَدَقَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ نبئت أَن كَعْبًا قَالَ إِن قَوْله: {يا أُخْت هَارُون} لَيْسَ بهَارُون أخي مُوسَى قَالَ فَقَالَت لَهُ عَائِشَة كذبت فَقَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَه فَهُوَ أعلم وَأخْبر وَإِلَّا فَأَنا أجد بَينهمَا سِتّمائَة سنة قَالَ فَسَكَتَتْ انْتَهَى. وَاحْتج الطَّبَرِيّ بِهَذَيْنِ الْحَدِيثين لمن قَالَ إِنَّه هَارُون آخر غير هَارُون النَّبِي وَلم يذكر فِي القَوْل الآخر أَنه هَارُون النَّبِي حَدِيثا مَرْفُوعا بل رُوِيَ عَن السّديّ أَنه قَالَ هُوَ هَارُون أَخُو مُوسَى.
760- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: {مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت} قال: «نَفَّاعًا حَيْثُ كنت».
قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة يُونُس بن عبيد حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحَافِظ حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب حَدثنَا شُعَيْب بن مُحَمَّد الْكُوفِي حَدثنَا هشيم بن بشير عَن يُونُس بن عبيد عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَول عِيسَى رَحْمَة الله علينا وَعَلِيهِ: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كنت} قَالَ: جعلني نَفَّاعًا أَيْنَمَا تَوَجَّهت» انْتَهَى وَقَالَ غَرِيب من حَدِيث يُونُس تفرد بِهِ هشيم وَعنهُ شُعَيْب انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد حَدثنَا الْحُسَيْن بن عبد الْمُجيب الْموصِلِي بِهِ سَوَاء.
761- الحَدِيث الْخَامِس:
«سُئِلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قوله تعالى: {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضى الْأَمر} فَقَالَ: حِين يذبح الْكَبْش وَالْفَرِيقَانِ ينْظرَانِ» قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ، وَقد رُوِيَ من حَدِيث الْخُدْرِيّ وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة. فَحَدِيث الْخُدْرِيّ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيئَةِ كَبْش أَمْلَح فينادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ ثمَّ يُنَادي يأهل النَّار فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَكلهمْ قد رَآهُ فَيذْبَح ثمَّ يَقُول يأهل الْجنَّة خُلُود فَلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود فَلَا موت. ثمَّ قرأ: {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر وهم فِي غَفلَة}» انْتَهَى. وَحَدِيث ابْن عمر أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذا صَار أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة وَأهل النَّار إِلَى النَّار أُتِي بِالْمَوْتِ حَتَّى يَجْعَل بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يذبح ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة لَا موت وَيَأْهِلُ النَّار لَا موت فَيَزْدَاد أهل الْجنَّة فَرحا إِلَى فَرَحهمْ وَيُزَاد أهل النَّار حزنا إِلَى حزنهمْ» انْتَهَى.
وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي الثَّامِن وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْإِيمَان عَنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِه الْآيَة قَالَ: «يُنَادَى مُنَاد...» فَذكره نَحوه قَالَ الْحَاكِم حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَرَوَى أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا نَافِع بن خَالِد الطَّاحِي حَدثنَا نوح ابْن قيس عَن أَخِيه خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيُوقف بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يُنَادي مُنَاد يأهل الْجنَّة فَيَقُولُونَ لبيْك رَبنَا فَيَقُول هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت وَيُقَال لأهل النَّار مثل ذَلِك ثمَّ يذبح كَمَا تذبح الشَّاة فَيَأْمَن هَؤُلَاءِ وَيَنْقَطِع رَجَاء هَؤُلَاءِ» انْتَهَى.
وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أنس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث الْخُدْرِيّ انْتَهَى. وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير رَوَاهُ البُخَارِيّ عَنهُ بِلَفْظ «يأهل الْجنَّة خُلُود بِلَا موت وَيَأْهِلُ النَّار خُلُود بِلَا موت» انْتَهَى. وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الذّبْح وَينظر ابْن حبَان.
762- الحَدِيث السَّادِس:
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار تدخل مدَاخِل الْأَبْرَار فَإِن كَلَّمتنِي سبقت لمن حسن خلقه أظلهُ تَحت عَرْشِي وَأَسْكَنَهُ حَظِيرَة الْقُدس وَأُدْنِيه من جواري».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط حَدثنِي مُحَمَّد بن دَاوُد بن أسلم الصَّدَفِي حَدثنَا عمر بن سوار السرُوجِي حَدثنَا مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بِهِ وَابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن عبد الله بن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ حَدثنَا أَبُو أُميَّة بن يعلي عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم...» فَذكره إِلَى آخِره ولين مُؤَمل بن عبد الرَّحْمَن وَقَالَ عَامَّة حَدِيثه غير مَحْفُوظ.
وَرَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَتَيْنِ فَقَالَ حَدثنَا عمر بن أبي عمر يرفعهُ إِلَى أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أوحى الله إِلَى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَن يَا إِبْرَاهِيم حسن خلقك وَلَو مَعَ الْكفَّار...» إِلَى آخِره وَهَذَا معضل.
763- الحَدِيث السَّابِع:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة» قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الصَّلَاة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الدَّعْوَات وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة حم غَافِر الْمُؤمن وَابْن ماجة فِي الدُّعَاء من حَدِيث ذَر عَن يسيع الْحَضْرَمِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة» ثمَّ قَرَأَ وَقَالَ ربكُم ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم الْآيَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وَلَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث ذَر انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي وَأحمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَمن طَرِيق أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي الزمر وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة» ثمَّ قرأ: {ادْعُونِي أَسْتَجِب لكم} انْتَهَى. وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ أَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مُعْجَمه.
764- الحَدِيث الثَّامِن:
عَن أنس بن مَالك يرفعهُ فِي قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} قال: «رفع إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة» قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث شَيبَان عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} قَالَ حَدثنَا أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لما عرج بِي إِلَى السَّمَاء رَأَيْت إِدْرِيس فِي السَّمَاء الرَّابِعَة» انْتَهَى.
وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح وَقد رَوَاهُ سعيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام وَغير وَاحِد عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث الْمِعْرَاج بِطُولِهِ وَهَذَا عِنْدِي مُخْتَصر من ذَاك انْتَهَى.
وَحَدِيث الْمِعْرَاج فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حَدِيث أنس بن مَالك عَن مَالك بن صعصعة وَفِيه: «ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جِبْرِيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد فَفتح لنا فَإِذا أَنا بِإِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ بِي ودعا لي قَالَ الله تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا» انْتَهَى.
765- قَوْله وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن سعد حَدثنِي أبي حَدثنِي عمي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} قَالَ رفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَمَاتَ فِيهَا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد بِهِ سَوَاء.